لك في الجراحِ تهجدٌ و كفاحُ
فلم البكاء و قد تلتكَ رياحُ؟
يا من تألق في النهوض بِرَكْبِهِ
ما التُرب إلا غدوةٌ و رواحُ
***
سبقتكَ ألبابُ الظلام إلى القضا
و مضت تُضرّجُ مُهرَها و تنوحُ
و الفاهُ مضطربٌ يلوذ بِقَلْسِهِ
و لِكَبوةٍ أخرى تراه يبوحُ
و إذا تنكّر خِلسةً ما راعهُ
يجثو العذابُ بلُؤمِهِ فيفوحُ
يا ابن الذين تَشُدهمْ مِلَلُ السنا
ما أنت من ضيم العدوّ تصيحُ
***
قَرُبَ الحَمامُ و قد تجلّى ساخطاً
حتى لَتصعدُ للسماءِ جراحُ
لولا تصبركَ المُّغيَّبِ بَدرُهُ
لَغشاكـ في وَضَحِ الإباء رِماحُ
ما لاح في جوف الولايةِ من دمٍ
إلا و زمجر في اللئامِ جناحُ
يا مَن لِمَجْد يقينهِ صَمُدَ الورى
لولاك ما اختَطفَ الجبانَ نُباحُ
***
قِمَمَاً صعدتَ مقارعًا زيف الوغى
فهمى من السّفْحِ العقيمِ ينوحُ
لله وَجُدك ما خشِيتَ من اللظى
و قِوى الظلام عرينها التجريحُ
تَعِسَ ابن آوى حيث مرّر مكرهُ
متشدقاً بالكرّ و هو طريحُ
ما دُمتَ في كَنَفِ النبيّ و آلهِ
هيهاتَ يَلجمُ ساعِديك قريحُ